مجد الخليل اليوم في 12:22في مساء كنت فيه مع حبيبتي نتناول احاديث الذكريات البعيده ,وكانت حبيبتي تقطب جبينها بين الحين والاخر عندما تستذكر بعض الاحداث التي مرت ببلدنا الطيبه وما تعرضت له هذه البلده الصغيره من مؤامرات خطيره لتشتيت وحدتها ولانتهاك حرمة الدم والقرابه والنسب بين عائلاتها .
حيث تململت قليلا وبدأت تروي لي قصة تلك الذكريات المفزعه والتي تسببت في الاغتراب والكراهيه بين الاخ واخيه والجار وجاره القريب والحبيب والصهر والنسيب .
كانت تتكلم وقد رايت الدموع تترقرق من عيونها وتبلل تلك الوجنات التي بدأ الزمن يترك اثاره القاتمه عليها .
حيث قالت لي حبيبتي فيما ترويه :
كنت يا حبيبي طفلا صغيرا تحبوا على ارض الغرفه لا تعرف من الدنيا سو حرفين او اربعة حروب (ابا :اما)حين دخلت قوه مسلحه على بيت من بيوت قريتنا الوادعه وهؤلاء المسلحين من ابناء جلدتنا وليس من المحتلين اليهود " حيث قام هؤلاء المسلحين بانتهاك الحرمات وبالقتل والتخريب والتعذيب هؤلاء الخونه الذين لم يعرفوا للدم حرمه ولم يقيموا وزنا لا للدين ولا للعادات ولا للحرمات ولا للأوطان فهم شله مأجوره باعت نفسها للشيطان بدراهم معدودات وكانت النتيجه يا حبيبي ان خسرت هذه البلد الطيب شابا عزيزا رائعا هادئا اسمه داوود العطاونه
ما زلت يا حبيبي اتذكر ذلك اليوم كان احد ايام حزيران وبالتحديد 19_6_1982 وكان يوم سبت كان يوما اسودا ...يوما تجذرت فيه الكراهيه بين الاهل والأحبه وسادت فيه روح الحقد والبغض والانقسام وهذا يوم نجحت فيه دولة الاحتلال ببث روح الفرقه والاختلاف بين الاحبه والاهل والأصهار والاقرباء ومن ذلك اليوم يا حبيبي تاصلت في قلوب الناس الفرقه اللامتناهيه
وعبر مخططات قذره حاكها الاحتلال واعوانه بما يسمى في ذاك الزمن (روابط القرى ) للنيل من وحدة الشعب وعبر اشاعات بغيضه وتقسيمات بشعه استطاع الاحتلال ان يصرف الشباب عن الالتفاف حول حركة الجماهير الغاضبه على مجازر لبنان التي تزامنت مع المذبحه الذي نفذها هؤلاء العملاء في بلدنا الطيب
وها نحن يا حبيبي نعيد الكرة مره في هذه الايام ولكن باسلوب جديد وباكثر خبثا واجرأ اسلوبا وابشع مؤامره حيث تفرقنا الى احزاب وشيع وعبر التكفير والتخوين وحياكة اثواب القتل بالليل والنهار دون ان نقف ونفكر من هو المستفيد الاول من كل هذه الضغائن والاحقاد والتشرذمات ومن يقف وراء كل ذلك
(فمن يصدق ان اليد التي كانت تكتب بالامس نعم لروابط القرى( وكين لشلوم )؟؟؟على الحيطان اليوم تريد فلسطين من النهر الى البحر وترفع شعار المقاومه والحرب ضد الاحتلال
تضحك حبيبتي قليلا باستهتار وتقول (مسكين هذا الشعب عواطفه تسبق عقله دوما ولا يصحو من سكرته الا بعد فوات الاوان)
ارى دموع حبيبتي الهاميات على خديها الذابلتين قد انهمرت كامطار سوداء مالحه وغابت في سبات الصمت الرهيب ولاذت الى الفضاء الواسع تحدق في الغيب وتمتمت قائله سترك يا رب (القادم اخطر )