| تاريخ النشر: الاحد 19/12/2010م الساعة 16:53م |  |  |  |
  <td width=25> </TD> <td width=24></TD> <td width=21></TD> |
أمد / وليد ظاهر / كنا قد كتبنا ان حياة الرئيس الفلسطيني في خطر، فقام بعض الاصدقاء بزيارتي وآخرين قاموا بالاتصال بي، للسؤال عن اعتقادي بأن حياة الرئيس الفلسطيني في خطر، وهل وصلت الامور الى هذه الدرجة، فكان جوابي نعم واكثر من ذلك، فانه هناك عدة مؤشرات تدفعني الى قول ذلك، لعل ابرزها:
1- ان الرئيس الفلسطيني حشر اسرائيل في الزاوية، مما ادى الى ارتباك ساستها، وخلق ازمة اسرائيلية داخلية، وعزلة دولية لها.
2- كشف الادارة الامريكية امام الرأي العام العالمي، بأنها منحازة وعجزها عن القيام بدورها كقوة كبرى بالضغط على اسرائيل، بما انها لم تنفذ استحقاقات عملية السلام، وتصر على رفض الالتزام بالشرائع والقوانين الدولية.
3- تصريحات نتنياهو:'ان عباس اكثر تطرفا من عرفات وانه هو الذي افشل مباحثات كامب ديفيد عندما وصلت الى مراحل حاسمة لانه يرفض بصورة قاطعة التنازل او الوصول الى حلول وسط بالنسبة لقضية اللاجئين والتي يعتبر نفسه امينا عليها'موضحا 'زعم عباس انه يريد ان يترك كامب ديفيد لحضور زفاف نجله ولكن الحقيقة هو انه افشل بمغادرته المفاوضات كل امكانية للوصول الى اتفاق'.
ويضيف نتنياهو 'اننا امام شخصية متطرفة بثوب عقلاني استطاع ان يخدع العالم وعلى اسرائيل ان تعمل على كشفه بكل السبل منوها الى ان الادعاءات بانه 'لم يكن له ضلع بعمليات الارهاب الفلسطيني هي باطلة ..لانه كان مشاركا في قرارات خطيرة في السبعينات والثمانينات سياتي وقت لذكرها لاحقا'.
وكذلك مطالبة نتنياهو الجميع بالعودة الى كتابه 'مكان تحت الشمس' والذي اصدره في تسعينات القرن الماضي والذي تحدث فيه عن 'عباس بانه الشخصية الاخطر والاكثر كرها بالنسبة له'.
3- اثارة وسائل الاعلام الاسرائيلية الاشاعات حول شخص الرئيس الفلسطيني، وكان آخرها قيام صحيفة 'هآرتس' ببث الفتن عن وجود خلافات داخل اللجنة المركزية لحركة 'فتح'، وانه يوجد معارضة لموقف الرئيس، وان هناك شخصيات اخرى داخل اللجنة المركزية لحركة 'فتح'، تحظى بالتأييد الشعبي الفلسطيني، وتبدي استعدادها لاستلام زمام القيادة، والقبول بالشروط الاسرائيلية، ولقد قامت بتدريب مؤيديها وتخزين السلاح في الضفة.
4- نشر خبر مفاده ان هناك رسائل بين شخصيات فلسطينية والادراة الامريكية، تحذر الادارة الامريكية من المراهنة على الرئيس الفلسطيني، وانه لن يساوم بالنسبة للثوابت الفلسطينية، وعرض نفسها كبديل لتمرير المشروع الامريكي-الاسرائيلي.
5- البدء في التمرد على الادارة الامريكية، ويتجلى ذلك باعتراف عدة دول بالدولة الفلسطينية ورفع التمثيل الفلسطيني، وهذه تطور هام يجب البناء عليه.
6- عندما استلم الرئيس الفلسطيني رد الادارة الامريكية بتخليها عن طلب تجميد الاستيطان كشرط لعودة المفاوضات، في نفس الوقت كان موفد امريكي في زيارة خاصة الى غزة المحاصرة، التقى خلالها هنية رئيس وزراء الحكومة المقالة.
7- التهليل والمطالبة بحل السطلة الوطنية من البعض، وكذلك المطالبة باعلان المقاومة المسلحة من الضفة، وعلى الرغم من تخوين وتجريم 'حماس' للمقاومة المسلحة من غزة، والتصريح الدائم على لسان قيادتها بأن غزة 'ارض محررة'، بالرغم من معرفتنا ان غزة تحاصرها اسرائيل برا وبحرا وجوا، والكشف عن عدة خلايا حمساوية، قامت بتخزين السلاح في الضفة، من اجل اغتيال قيادات فلسطينية واثارة الفتن، كان آخرها التخطيط لاغتيال محافظ نابلس.
8- وثيقة مستشار هنية احمد يوسف والذي اعلن فيها صراحة موافقة حماس على فكرة الدولة المؤقتة ،ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف حماس عن ارسال اشارات ورسائل للاسرائيليين والامريكيين تفيد بموافقتها على فكرة الدولة ذات الحدود المؤقتة ( الهدنة طويلة الاجل )، وبحسب ما نقل موقع 'قضايا مركزية' العبري الأربعاء 1-12-2010، فقد اكد الشيخ حمد جاسم في لقاء مع عضو مجلس الشيوخ الامريكي جون كيري بداية هذا العام انه يوجد فرق بين قيادة 'حماس' في قطاع غزة والقيادة في دمشق، مع تأكيده انه يوجد اتفاق بين القيادتين على القضايا المركزية، وكلا القيادتين لديها الاستعداد للتوصل الى اتفاق مع اسرائيل والاعتراف بها، ولكن تسعى ان تختار بعناية الوقت المناسب، دون ان يؤثر ذلك على حجم التأييد الذي تتمتع به وسط الشعب الفلسطيني، خاصة ان قاعدة حركة حماس غير جاهزة حتى الان لمثل هذه الخطوة، وكذلك نشر موقع 'ويكيليكس' وثائق سرية امريكية كشفت استعداد قيادة 'حماس' الاعتراف بإسرائيل وذلك حسب رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم.
9- بأن الرئيس الفلسطيني بحكمته استطاع توحيد الصف العربي، واعاد الحيوية والعمق العربي للقضية الفلسطينية.
واخيرا بما ان الرئيس الفلسطيني صاحب مشروع وطني، ويتمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية، فلقد اعلنها (لا مفاوضات الا بتجميد الاستيطان)، وامكانية تحقيق الثوابت الفلسطينية اصبح في خطر، والقيادة الفلسطينية لا تتنازل ولن تساوم كالرئيس الامريكي أوباما، ولن تنحني امام شروط نتياهو، فمن الطبيعي ان يصبح الرئيس الفلسطيني ابو مازن في وضع، كوضع الشهيد الرمز ابو عمار بعد محادثات كامب ديفيد والوصول الى طريق مسدود، لذلك نقول ان حياة الرئيس الفلسطيني اصبحت في خطر.
