أطفال يقفون على بقايا صاروخ اسرائيلي في غزة ( ارشيف)غزة- تقرير معا- عامان ولا زالت جراح غزة نازفة وبيوتها مدمرة، وذكرى 22 يوماً من أزيز الحرب ماثلة في أذهان صغيرها وكبيرها، ورغم كل ذلك فإن قادة الاحتلال الإسرائيلي يتهددونها بحرب أخرى ويخوفونها برصاص مصبوب ثان يحملها على الركوع.
في السابع والعشرين من كانون الأول- ديسمبر لعام 2010 يستذكر الغزيون كيف كانت الضربة الأولى للرصاص المصبوب موجعة وصادمة في ذات اليوم من 2008، سقط الشهداء وتناثرت الأشلاء بواسطة 80 طائرة إسرائيلية حربية، دكت جميع أرجاء قطاع غزة بمساحته 365 كيلو متر مربع، حرب خوّفت قاطنيه البالغ عددهم حينه مليون ونصف المليون نسمة.
ولكن غزة وقفت بعد 22 يوماً من الحرب رفضت الخضوع وبنت ما استطاعت وأعادت إعمار بعض ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية، فهل سيعيدها الاحتلال لذات الأيام وهل تنتظر غزة مواجهة أخرى مع محتل لا يرحم، وهل هي مستعدة لذلك؟ وماذا عن التهدئة المعلنة من قبل قادة حركة حماس وإعلانهم المتكرر عن التزامهم بهدوء حذر على حدودها؟.
وسام عفيفة المحلل والكاتب، قال إن الاحتلال يخوض المناورات ويتبع سياسة جس نبض المقاومة الفلسطيني، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي لديه العزيمة لشن حرب جديدة على القطاع:" ولكن لا نعرف بأي وقت ولكنها اقرب مما قبل لأن الجيش الإسرائيلي يعتبر ان الحرب الأولى لم تحقق نتائجها والمقاومة خرجت بدروس منها"، على حد تعبيره.
واضاف: "أعتقد أن الجيش الإسرائيلي بحاجة لإعادة هيبته ويشعر أن المقاومة الفلسطينية قد استغلت التهدئة لتطوير قدراتها العسكرية"، ويجزم: "المقاومة في تقدم مستمر".
وحول التهدئة المعلنة يقول: "حتى لو أعلنت المقاومة التزامها بالتهدئة فان الجيش الإسرائيلي لدية قناعة بأن يكون هنالك ضربات استباقية لكسر المقاومة، والجيش الإسرائيلي لدية معلومات استخباراتية عن الوضع في قطاع غزة لذلك فان الضربة العسكرية لابد ان تكون ولكن لا ندري حجمها ومتى موعدها".
أما المحلل السياسي حسن عبده فيؤكد أن هنالك مؤشرات ومعطيات تشير إلى استعداد الجيش الإسرائيلي لشن حرب جديدة على القطاع وبالرغم من ذلك فان الطرفين بحاجة إلى استمرار التهدئة" كما يقول، مضيفاً: "لكن الجيش الإسرائيلي يرى ان التهدئة أعطت المقاومة الفرصة لتطوير قدراتها العسكرية والاحتلال يريد أن يخرج من التهدئة من خلال إشاعة أجواء الحرب".
وحول تهديد الاحتلال بحرب أخرى قال: "الاحتلال يريد أن يفرض تهدئة جديدة ضمن معادلة جديدة تسمح له باستنزاف قدرات المقاومة ووقف التطور الحاصل لديها ولذلك يرى الطرفين البقاء في مربع التهدئة هو الأنسب والمؤشرات على الأرض تشير إلى أن حماس لا تسعى إلى المواجهة مع الجيش الإسرائيلي ولذلك فإنها تسعى لضبط النفس حتى لا تعطي المبرر لإسرائيل لشن عدوانها الجديد".
ويتوقع أن يأخذ التصعيد الإسرائيلي منحى جديداً وأخطر من الحرب التي سبقت على غزة قبل عامين وذلك في حال عدم تدخل المجتمع الدولي في ضوء مواصلة الاحتلال الإسرائيلي لعدوانه المتقطع.